ماذا تترك الهدية من أثر في قلب المرأة

 

هل فكرت يوما بان تفاجئ زوجتك ولو بوردة

هل تعرف ما هو الاثر الكبير الذي تحدثه الهدية على شعور المُتلقي؟ وهل تستطيع ان تدرك ما يُمكنك امتِلاكُه في لحظة تقديمك لتلك الهدية, ربما لا يعلم كثير منا ذلك الامر او قد يكون يعلم بذلك ولا كنه لا يُعيره ادنى درجات الاهتمام, نقضي ساعاتنا وايامنا بجانب من نحب دون ان نقوم بمجرد التفكير فقط بتلك اللحظة الخاطفة غير مدركين ان هناك من تتوق انفسهم للشعور ولو بشيء بسيط جداً من الاهتمام والحنان.

هي سنه من سنن الحياة التي نعيشها ان يتعرض كل ما فيها الى شيء من الذبول والإنطفاء في حال عدم التعهد وقِلة المثابرة على ذلك الشيء والإعراض عنه وذلك ليس فقط في الاشياء الملموسة من حولنا بل يتعدى ذلك الامر ليشمِل الاشياء المعنوية والغير ملموسة كالحب والمشاعر والأحاسيس والتي تحتاج هي ايضا الى شيء من الرعاية والاهتمام والحنان, فمن الطبيعي جدا في مرحلة ما بعد الزواج وبسبب التكاليف والالتزامات المترتبة على تلك المرحلة الجديدة أن يتخلل تلك العلاقة بعض من المنغصات والمشكلات فيما بين الزوجين والتي اعتبرها انا بمثابة ملح الحياة في حال أستطاع الزوجين السيطرة عليها, إذ لا يجب ان تُفسِد تلك العوارض رونق الحياة وبهجتها بل ينبغي ان يستعملها كلا الطرفين كجهاز الترمومتر لقياس مستوى الحب والعشق فيما بينهما.

يقول الكاتب مصطفى محمود في كتابة الحب والحياة إن سر عدم الاحساس بالاشياء من حولك هو التعود عليها وتكرار التعرض لها في كل يوم بحيث يصبح ذلك الشيء أمر روتينياً في حياتك وكذلك هي الزوجة حيث يبدأ الزوج بالاحساس بها عند الشروع بالزواج حتى اذا ما صارت جزء اساسي في حياته تصبح كالمنظر الذي يطل عليه من نافذته يثيره للمرة الأولى ثم يصبح عاديا بالنسبة له ثم ينساه تماماً.

"تعشق المرأة" كل ما يأتي من الرجل على حين غفلة منها مهما كان ذلك الشيء صغيراً أو كبيراً أو حتى من خارج اطار احتياجاتها الشخصية أو متطلباتها الانية, المهم ان يقوم ذلك الرجل بمفاجئتها بتلك "الهدية" ومن غير سابق إنذار, تلقائياً يقوم عقلها الباطن بتحليل ذلك الفعل على انه استمرارية لحالة الحب المبعثرة في أرجاء منزلها, نعم تظل تلك المرأة تنثر بذرات الحب ثم تغرسها في حنايا اركان مملكتها ساقيةً اياها من معين شبابها لتصحوا كل يوم وتراقب عن كثب ثمرة تلك الغراس, وفي المقابل تمقت المرأة الرجل الذي لا يُعيرها ادنى درجات الاهتمام غير مبالي بمشاعرها واحاسيسها لا يُعبر لها حتى بمجرد الكلمات الموجزات عن مدى اعجابه الشديد بها لا يثني على جهدها يُشعرها انها وجدت لتأدية غرض متعته وشهوته فقط, يستنقص من اي عمل تقوم به مهما كان عظيماً في نظرها يغلب عليه الجحود والنكران في كل احواله معها.

هو يهتم بي ويستقطع وقتاً من تفكيره لأجلي إذا "هو لا يزال يحبني", بهذا المنطق البسيط وبهذا التفكير الرشيق وبهذا المعنى السهل ترى المرأة جمال الحياة, إنها المعادلة التي يجب على الرجل ان يمسك بشقّيها فهي مفتاح الوصول الى قلب من يُحب ويهوى فأنا اكاد أن أجزم انه ما من يوم يمر على الزوجة دون أن يخالج هذا التفكير دهاليز عقلها.

خلق الله المرأة وجعل لها تركيبه فريدة في التفكير, إنها تهتم بأدق التفاصيل بل أقل من ذلك تذهب بعيداً في تفكيرها وتحليلها لحركات الرجل تترجم حركاته وحتى سكناته تتوقع دائما وابداً من الرجل ان يبادلها مشاعر الحب والغرام حتى في احلك الظروف وأصعبها غير مبالية بمحيطها وهذا ليس عيب فيها بل هي فطرة الله التي فطرها بها, لذلك ايها الرجل "جرب ان تفاجئ من تحب" حتى ولو بوردة ترمم بها ما أفسدت الحياة ومشاغلها من ذلك القلب المتلهف, تأكد انك بذلك الصنيع سوف تستحوذ على كل ذرة من ذرات ذلك الجسد الواقف امامك وقبل ان تقدمها قُم بتغليفها بأجمل ما تستحضره من كلمات العاشقين حتى وان كان بيتاً من شعر قد طرق مسامعها من قبل واجعل مشاعرك هي البريد الذي يحمل كل هذا الى مسامعها ويدها وقبل ذلك كله إلى قلبها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لا أحد يعدِل البحر حُبً وصدقً

ما هو الحل للسيطرة على المشاكل الزوجية

ما بين التسويف والمماطلة تضيع الكثير من الالتزامات