المشاركات

عواقب غياب القيم والاخلاق عن المجتمع

خلق الله الإنسان لعمارة الأرض وهيئها وجعلها صالحة للحياة بعد أن أعطاه أدواتها وجعلها سهلة مذللة له بل بسط فيها من كل ألوان النعم ليستخرجها ذلك الإنسان ويحيا وينعم بها, لكن وللأسف هناك صنف من بني الإنسان لم يدرك أن مهمته عمارة الأرض واستصلاحِها وإحسانُ العيش فيها ولذلك سعى في الأرض بالإفساد بل وسار على هذا النهج بُغية الحصول على كل ملذاته وشهواته متناسياً أن الله عز وجل قد نهانا عن الإفساد في الارض بعد ان اصلحها وهيئها. ما أبشع أن يتنكر الإنسان لهذا الجميل ولهذه النعم فيسعى لتدمير الأرض وجعل الحياة على ظهرها جحيماً لا يطاق, ما أبشع أن يتجرد الإنسان من ثوب الإنسانية فيغدو وحشا كاسرا همجيا يهلك الحرث والنسل, فالإنسان السوي هو الذي يسعى لتهيئة الحياة الإنسانية الكريمة مع بني جنسه، يتعاون مع باقي إخوانه على عمارة الأرض وتهيئة الحياة فيها وإمدادها بكل سبل الاستقرار. ما أقبح الحقد عندما يمتلئ به القلب فتراه يأكل الحب والفضيلة يسري كالورم الخبيث يأكل اللحم السليم وينخر العظم القويم ويتلف الأعصاب ويدمرها,  ما أقبح الكراهية عندما تغلي في الصدور ولا تهدأ الا بنفث سمومها بين الناس, ما أقبح الا

ما بين التسويف والمماطلة تضيع الكثير من الالتزامات

في يوم من الايام تم تكليفي من قبل مدير القسم الذي أعمل فيه بمهمة النزول الى بعض العملاء ومطابقة ارصدة الحسابات بينهم وبين الشركة, للوهلة الأولى اعتقدت أن المهمة سوف تقتصر فقط على طباعتي لكشوفات العملاء والنزول الى مقراتهم والمصادقة على ارصدتهم فقط, كنت اظن أن اكبر مشكلة قد تعترض عملية المصادقة هي وجود فوارق بين كشف الشركة وكشف العميل من حيث الفواتير والسداد. في الحقيقة هذا هو الامر الطبيعي وهذ ما حدث فعلاً لكن هذا ما يخص مشاكل العمل أما على الصعيد الشخصي فقد كشفت تلك المهمة عن العادة التي امارسها وبشكل طبيعي في حياتي اليومية ولم أكن اُعيرها أدنى اهتمام. عند وصولي إلى أحد العملاء وبعد بدأ عملية المصادقة تذكرت أن هذا العميل قد أرسل الينا بمجموعة من الاستفسارات والفوارق التي يجب معالجتها من قبلنا وتذكرت ايضاً ان هذه المهمة قد سُلمت لي قبل شهر من الان ولكني لم أقم بتلك التعديلات بل وضعت تلك الاوراق في صندوق المكتب ولفرط الانشغالات لم اتذكرها. أذكر حينها انني استلمت تلك الاوراق وقد كان لدي متسع من الوقت لإنجاز العملية لكني فضلت القعود والانشغال بشيء اخر, لقد حدثت نفسي حينها باني سوف ا

اثر الغضب والانفعال على تصرفات الانسان

صورة
ثواني معدودات وانت في حالة من الغضب كفيلة بأن تهدم ما تعِبت كثيراً في بنائه, يُجبرك ذلك الشعور الهمجي على الخروج من دائرة التصرفات البشرية منتقلاً بك الى ما هو اشبه بالأفعال الحيوانية, يتحرر بفعله شيطانك القابع في اعماقك منتظراً هذه اللحظة التي تمر بها من الّا وعي وعدم الإدراك ليتسنى له السيطرة على مُجمل حركاتك وتفكيرك. في تلك اللحظة ينسلخ المرءُ الغاضب من أعرافه وقيمة فهو لم يعد قادراً على التحكم بخلايا جسده المضطرب وسط ذلك الاعصار الجامح الذي يغزو عقله, تنهمر من فمه أقذع العبارات وابشعها تاركة خلفها جروح غائرة لا يستطيع المتلقي استيعابها او التعامل معها. الغضب شعور يسيطر على صاحبة فيُعمي بصيرته ويقوده نحو المجهول, لذلك كانت نصيحة نبينا الكريم لذلك الصحابي الذي وقف بين يديه قائلاً أوصني يا رسول الله فقال له "لا تغضب فرددها مِراراً فقال له النبي الكريم لا تغضب" يستوقفني هذا الحديث كثيراً وأنا اتأمل حال ذلك الصحابي الجليل الذي لم يُعر تلك النصيحة قدراً من الأهمية لذلك قام بتكرار السؤال مرات عديدة على النبي الكريم وهو لا يزال به أن لا تغضب وذلك لمعرفته صلى الله علية وسلم بم

ماذا تترك الهدية من أثر في قلب المرأة

صورة
  هل تعرف ما هو الاثر الكبير الذي تحدثه الهدية على شعور المُتلقي؟ وهل تستطيع ان تدرك ما يُمكنك امتِلاكُه في لحظة تقديمك لتلك الهدية, ربما لا يعلم كثير منا ذلك الامر او قد يكون يعلم بذلك ولا كنه لا يُعيره ادنى درجات الاهتمام, نقضي ساعاتنا وايامنا بجانب من نحب دون ان نقوم بمجرد التفكير فقط بتلك اللحظة الخاطفة غير مدركين ان هناك من تتوق انفسهم للشعور ولو بشيء بسيط جداً من الاهتمام والحنان. هي سنه من سنن الحياة التي نعيشها ان يتعرض كل ما فيها الى شيء من الذبول والإنطفاء في حال عدم التعهد وقِلة المثابرة على ذلك الشيء والإعراض عنه وذلك ليس فقط في الاشياء الملموسة من حولنا بل يتعدى ذلك الامر ليشمِل الاشياء المعنوية والغير ملموسة كالحب والمشاعر والأحاسيس والتي تحتاج هي ايضا الى شيء من الرعاية والاهتمام والحنان, فمن الطبيعي جدا في مرحلة ما بعد الزواج وبسبب التكاليف والالتزامات المترتبة على تلك المرحلة الجديدة أن يتخلل تلك العلاقة بعض من المنغصات والمشكلات فيما بين الزوجين والتي اعتبرها انا بمثابة ملح الحياة في حال أستطاع الزوجين السيطرة عليها, إذ لا يجب ان تُفسِد تلك العوارض رونق الحياة وبهج

زيف الكلام وصدق المشاعر

 ما هو الشيء الذي يجعل الانسان يُقدم على تجربة وهو مُدرك في قرارة نفسه انها سوف تنتهي بالفشل بل وقد تصبح في فترة من الفترات سبباً في تحول حياته الى جحيم؟ يتبادر الى ذهني هذا السؤال كلما امعنت التفكير بعاقبة من يقحم نفسه على الارتباط بفتاة فقط لأجل الهروب من شبح الماضي و التفائل بما قد يحدث في المستقبل, حيث العيش الرغيد والحب الوليد، تراه يسير قُدما وهو يرفع شعار ( الحب لا يُثمر إلا بعد الزواج ), تأخذه خطاه الى حيث المجهول لا يملك الشجاعة التي تُمكنه من نزع الغشاوة التي تحجب عنه مصيره المحتوم. افترض في مخيلتي أن شخص قرر ان يخوض غمار "الحياة الزوجية" لكنه وبعد ان استنفذ جميع الوسائل في الحصول على فتاة احلامه قرر اللجوء الى امه فما كان منها الى ان اقترحت عليه تلك الفتاة التي لطالما كان اسمها حاضرا ضمن قائمة المستبعدين لديه لعلمه واقتناعه بعدم الجدوى من الارتباط بها حباً ومعاملة, لكنه فكر قليلاً ثم قال لنفسه لعلي كنت مخطأ وعسى ان ينفتح قلبي لها بمجرد التواصل معها فأكون من السعداء وهو لا يعلم انه قد يرتكب بذلك ذنباً عظيم في حق نفسه وفي حقها حينما أوهم نفسه بذلك الامر, بعدها اعود و

ما هو الحل للسيطرة على المشاكل الزوجية

ليس هناك أشد وقع على قلب الرجل او المرأة من تلك المشكلات التي تحدث معهما في أثناء ممارستهما لحياتهما الزوجية, لذلك احببت ان اكتب بعض مما يجول في خاطري عن تلك المشاكل الزوجية و مدى تأثيرها الشديد على الأسرة, كما أنني سأحاول طرح بعض المعالجات والحلول التي من شأنها ان تخفف من تلك الاضطرابات التي تقضي على مستقبل بعض تلك الأسر. مما لا شك فيه ان منسوب "الحب" في قلب الانسان في تقلب مستمر وذلك من خلال ما يمر به من منعطفات واختلالات تؤدي به الى الصعود تارة والانخفاض تارة اخرى وهنا انا اتكلم عن الحب إجمالاً وليس في ما يخص الزوجين فقط, أي ان قلوب البشر في تقلب مستمر ولو كانت على غير ذلك لكان هناك اختلالاً واضحاً في معادلة الحياة البشرية حب سرمدي فيه نوع من الجمود والرتابة وفي المقابل كره وبُغض أزلي تشتعل نارة على الدوام ولا تكاد تنطفئ. يحلم ذلك الفتى أو تلك الشابة بشكل الحياة التي سوف يعيشها كل منهما وذلك قبل دخولهما الى عش الزوجية, كل ما يرونه امامهم أو بالأصح لا يريدون رؤية سواه هو ذلك الطريق المعبد الذي لا اعوجاج فيه طريق تستلقي على جنباته اصناف الورود التي ستضفي على حياتهما رائح

لا أحد يعدِل البحر حُبً وصدقً

صورة
لابد لي من زيارته بين الفترة والاخرى  فصوت امواجه يبعث على الراحة في داخلي كسنفونية تُعزَف في ليلة مقمرة ورذاذه الطائر يتغلغل في ارجاء جسدي فيغسل الهموم المبعثرة, أعشق هدير أمواجه وأقف حائراً امام بديع جماله وتَ راني في كل لقاء لا أكف عن سؤاله كيف صرت مهوى قلوب الحائرين يا بحر ؟                             ربما لأنه المخلوق الوحيد الذي يشعرني بالأمان وانا ابوح له بكل ما في صدري, كيف لا وهو الذي جمع بين المتضادات في سلوكه, ففي حضرته أشعر بانه خيرُ صاحب وجليس, يُلقي الي بسمعه يخترق حنانه الطاغي اخاديد افكاري حتى يغدو ممسكً بتلابيب عقلي وقلبي معاً وما ان تحين ساعة الرحيل أنصرف عنه وكأنه شخص عابر في حياتي فلا هو الذي يتمسك بي ولا أنا الذي اتحرق الماً لفراقه, يصف ذلك الشعور الكاتب إحسان عبد القدوس بقوله (والراحة الكبرى هي أن تلقي بقصتك في أسماع غريب، فكأنك بذلك تلقين بها في البحر، فبعده عنك يطمئنك بأنه لن يستغل هذه القصة يوماً فيما يؤذيك) هو مستودع الاسرار ومهبط الحكايات ومستقر أنين العاشقين, لا يمل من كثرة الواردين عليه بأثقالهم وهمومهم , ينضح عليهم من نسيم هواءه العليل فينساب بين اروقة